زوجتي الغالية: الرسالة السابعة من سلسلة إنجازات معهد فارس الإسلام الشيخ / بشير صامب

Vendredi 27 Janvier 2012

قيد خاطري
عن الثقافة الغربية



بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله.
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
اللهم ألهمنا رشدنا وأعذنا من شرور أنفسنا اللهم آت  نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر برحمتك يا أرحم الراحمين.
أهـداف الزواج
وبعد فيا أخي في الله ويا أختي في الله من يربح ويخسر بالحياة الزوجية ؟
فقد عظم الله أمر الزواج وأمتن به بقوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) .
سورة الروم . آية 21 . وشرعه لعباده بقوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) سورة النساء آية 3 . ورغب فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وسنه لأمته بقوله : " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة " حديث صحيح.
والمعاشرة الزوجية من أمس الحاجة بحياة الإنسان ، فهي عبادة والعبادة كلها خير. قد يكون الزواج واجباً إذا دعت الحاجة اليه لقوله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج . الحديث.
وقد يكون مستحباً حسب الظروف الإجتماعية والحالات الشخصية لقوله صلى الله عليه وسلم : " وإني أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " حديث صحيح.
والحياة الحسنة الملائمة لطبيعة الإنسان تكون مع المعاشرة الزوجية ساكنة مستقرة وبغيرها لا تستقر ولا تستمر كما يرام . وبالزواج يستكمل الإنسان نصف دينه للتعفف والطهر والنقاء وهو أحسن وسيلة للإنجاب وهذان الهدفان يعني العفة والذرية هما من أهم أهداف الزواج السامية لذلك يعطي الإسلام الزواج عناية فائقة ويوليه اهتماماً خاصاً . فمن ما لا بد منه للتوازن والاستقرار في حياة الأسرة والمجتمع .
والأفضل في أمر الزوج اقتصادياً واجتماعياً أن يكون مبكراً ، أي معجلاً غير مؤجل بعد بلوغ سن التكليف , فخير البر عاجله , والزواج من أبر البرلما يترتب عليه من صلاح الدنيا والآخرة , قال تعالى((وتعاونوا على البر والتقوى )) سورة المائدة آية (2).فعلى أولياء الأمور أن يتقدموا أولاً بالأخذ من الأسباب عاجلاً غير آجلٍ لإيجاد الإجراءات اللازمة حول هذه المسألة الشريفة قصداً لتيسير السبل .
فالإنسان مجبول على حب المرأة وطبع كذلك على حب الولد لما فيهما من خصال حسنة ونعم كثيرة التي لا يستغني أي إنسان عنها سواء كان شريفاً أو وضيعاً غنياً أو فقيراً قال تعالى (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ) سورة آل عمران أية 14 .
أما المرأة فتلعب بدور كبير في حياة الرجل وسكينته قال تعالى (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لسكن إليها وجعل بينكم مودتاً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) سورة الروم أية 21 .
وتقف المرأة موقفاً إيجابياً في قيامها بواجبها تجاه بيتها وأسرتها ، وتقديم الخدمات لزوجها وتربية أولاده .  وأخرج أحمد وصححه أبن حبان والحاكم عن سعد مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم : سعادة ابن أدم في ثلاث المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح .

الزوجة الصالحة غنيمة :
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة حديث صحيح . وما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً من زوجة صالحة .
 
وقد حدد الشرع صفات المرأة الصالحة وتتلخص كالأتي:
تعين زوجها على طاعة الله فإذا أمرها بمعروف تأتمر وإذا نهاها عن منكر تنتهي وإذا دخل عليها سرته ، وتحفظ له البيت والفراش والمال ، ولا تأمر في بيت زوجها لأحد إلا بأذنه ، ولا تبدي زنتها إلا لزوجها ومحارمها وهي دئماً متحجبة بالحجاب الشرعي لقوله تعالى (( ولا يبدين زنتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) سورة النور أية 31 .
وقال تعالى (( يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورأً رحيما )) سورة الأحزاب أية 95 .
لا بد أن المرأة المتحلية بتلك الصفات يربح ويفوز صاحبها وأسرتها بالحظ الوافر في الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فاظفر بذات الدين تربت يداك .
وإن ابتعدت المرأة عن تلك الصفات فلا بد أن ذلك يؤثر سلباً في حياة زوجها وأسرتها فأصبحت شقاوة الانسان أقرب من سعادته وخسارته آكد من ربحه كما فهم في ضوء الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم : شقاوة ابن أدم في ثلاث :  المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء رواه أحمد .
والمرأة السوء كما في الحديث المذكور هي التي تنكر المعروف وتكفر العشير وتكثر اللعن والصراخ والشكوى ، وتفشي أسرار البيت وتخرج بلا أذن زوجها وتسرف في مال زوجها وتقضي معظم أوقاتها خارج البيت . فلا تقوم بتدبير المنزل ولا تعتني بتربية الأولاد ، وهي حريصة على تحديد النسل خشية المسؤولية وحب الراحة . وتشيب زوجها قبل المشيب . لذلك كلما اجتمعت هذه الصفات في المرأة كلما كانت سيئة يجب الحذر منها . يقول الله تعالى في القرآن الكريم (( يأيها الذين أمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم  فاحذروهم )) سورة التغابن أية 14.
فالمرأة المتصفة بتلك الصفات المذمومة ينبغي ألا يفرط الرجل في حبها إذ قد تنقلب عدوا له ، والعدو هو الذي يحب لك الشر من حيث لا تحتسب ويمكر لك السيئة ويحفر لك حفرة الهلاك . فهذا موقف العدو تجاه عدوه . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الشؤم في المرأة والدار والفرس رواه البخاري .
 
ثقافة غربية فساد المرأة
هل المرأة المثقفة بثقافة غربية علمانية المتحضرة بحضارتها والبعيدة عن تعاليم ديننا الإسلامية وعاداتنا الاجتماعية هل تصلح أن تكون زوجاً مثالياً في نظر الإسلام ؟
المظهر خداع  لأنه يخالف الحقيقة :
من أراد الله به رشداً هيأ له الأسباب ودله سهلاً على الأبواب فتظهر عليه بشارات خير إلى طريق الصواب ، أما من أريد به شرٌ وكل إلى نفسه فيغتر بعلمه وقوته وماله وهي علامات ترفرف على كل شقي أو إشارات تلمس من حركاته . فمن هذه المرأة ، ما عملها ، وما وظيفتها ، وما رسالتها ، وما دورها ، وما وصفها؟؟؟
 فكثير من الناس اليوم ينتظرون من هذه المرأة الوعي والورع على الأقل ومع الأسف الشديد إثمها أكبر من نفعها ، إنها مرأة معقدة عقدة نفسية لا تعرف من الإسلام إلا اسمه ولا من المصحف إلا رسمه ، فهي في واد والشريعة الغراء في واد آخر .
تقول بلسان الحال قبل لسان المقال : لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون . لأنها لا تقتنع بالقرآن الكريم أن يصيب صراط سوياً في حياتها المعاصرة ولا يستجيب القرآن الكريم لمتطلباتها الشخصية وأغراضها الإباحية فهي مترفعةٌ وأنانية ومتحررة وجريئة.
فلا تأتمر بأوامر الإسلام ولا تتخلق بآدابه ، فإمامها الغرب ،
 ودستورها القوانين الوضعية ، وهذه القوانين كشجرة قطع أصلها لا تنمو لها بركة ولا تثبت لها ثمرة ،تتشبه بنساء الكفرة واليهود الفجرة وتقلد تصرفاتهن الغريبة عن المبادئ الاسلامية ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. أخرجه أبو داود . وفي حديث آخر من تشبه بقوم حشر معهم . وتركن إلى هؤلاء الفساق ثقة تامة في جميع مجالات الحياة ، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنهما: من رضي عمل قوم كان منهم .
يشمئز قلبها عند ذكر الله تعالى ، فلا تتأثر بقوله سبحانه ولا تتغير بحكمه جل علاه. قال تعالى (( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون)). الزمر آية 54.
وقال تعالى (( الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله إلا بذكر الله تطمئن القلوب )) سورة الرعد أية 28 .
إن الأمر كله لله :
تتلقى الأمر من الغرب على الهواء مباشرة فأحسنت الفهم وأتقنت التنفيذ ، قال تعالى (( لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون )) سورة الروم أية 4 .
وقال تعالى (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاُ والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين أدعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين )) سورة الأعراف أية 54- 56 .
تدعي (عن تقليد أعمى ) أن خروج المرأة لمشاركة الرجال في ميادين الأعمال من أوجب الواجبات وأكبر المهمات ، تزعم ذلك وقد أجري لها غسيل المخ وذلك لغزوها فكريا ، فلا تكاد تعقل ، وتراها تارة تتصرف بسلوك غير إنساني . فلذلك لا غرابة أن تخالف القرآن وتتخذ الأخدان وتصافح الأخوان وتهين النسوان وتحالف الشيطان ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم : لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس إمرأة لا تحل له رواه الطبراني وقال صلى الله عليه وسلم : اليدان تزنيان وزناهما اللمس. صححه الألباني . وقال تعالى : (ولا تقربوا الزني إنه كان فاحشة وشاء سبيلا). سورة الإسراء ، آية 32.
إن مثل هذه المرأة على القمة من عدم الأدب والسوء الخلق وقلة الحياء . عن النبي صلى الله عليه وسلم : الحياء والإيمان قرناء جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر. رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين . أي إن وجد الحياء وجد الإيمان وإن عدم أحدهما عدم الآخر فكلاهما مكمل للآخر .  وقال صلى الله عليه وسلم : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت . حديث صحيح .
اسـتقلالية المرأة شـرها مستطير
تعلمت من الغرب فاغترت بعبارتها المسمومة أن تعتز بمصلحة فردية وتسعى وراء منفعة خاصة فلا تبالي عقباها من النتائج السلبية ، فتطالب بالحرية الشخصية لتمشي حيث ما أرادت وتلبس كيف ما أحبت من لباس ضيق وقصير وشفاف حتى ترى بشرتها من داخل الثياب إنها هي الفتنة ، وتكلم من شاءت وتخلو مع رجل أجنبي حيث ترغب في ذلك ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما خلا رجل بامرة إلا وكان الشيطان ثالثهما حديث صحيح.  لذلك يقول الله تعالى (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم )) سورة البقرة أية 268 . فالخلوة سبب للزنى وكذلك المصافحة من دواعي الزنى لذلك يقول الله تعالى في محكم تنزيله ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا) سورة الإسراء آية 32. فمرة تعانق الرجال وتارة تقبلهم على أعين الناس متجردة عن خلق الحياء فلا تستحي عن مخالفة أوامر الله تعالى   فلا  تسمح لأحد أن يتدخل في شؤونها فتطلع جوالة سافرة متبرجة تحب الشهرة لتتجاوز كل القيود وتتعدى كل الحدود، ذلك ومن يتعد حدود الله فقد ظلم ، وبئس مثوى الظالمين.
عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال : المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان رواه الترمزي . أي زينها في نظر الرجال ليغويها بغيرها ويغوي غيرها بها ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة . فمن المعلوم بالخبرة أن المرأة مصيدة الفتيان للشيطان.
والسبب الرئيسي لسوء تصرفاتها الشخصية والذي يدفعها إلى التمسك بالجاهلية الخليعة المنتنة هو : عدم الزواج وكثرة الطلاق المنتشرة في المجتمعات الإسلامية, سئل الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله عن الطلاق فقال رحمه الله : لا شك أن الله سبحانه وتعالى لا يحب من الرجل أن يطلق زوجته ، ولهذا كان الأصل في الطلاق الكراهة. ويدل على أن الله لا يحب الطلاق لقوله تعالى ( للذين يولون من نساءهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم ) البقرة آية 226-227 .
وهذا يدل على أن الله لا يحب منهم أن يعزم الطلاق وكما نعلم جميعاً ما في الطلاق من كسر قلب المرأة ، وإذا كان هناك أولاد تشتت الأسرة ، وتفويت المصالح بالنكاح . لهذا كان الطلاق مكروهاً في الأصل أنتهى كلامه رحمه الله تعالى .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر . رواه مسلم . فيا أخي الطيب  الزم الإرشادات القرآنية في مثل هذه المناسبة تجد الشفاء والتوفيق والإصلاح بإذن الله تعالى . يقول الله تعالى : (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) النساء، آية 34، وهذا من جانبك ، أما إن عجزت عن الحل جزئيا ولا بد من رفع الشكوى فبادر إلى أولياء الأمور واطرح الأمر لديهم ففي ذلك ضمان إلـهي للتوفيق إن شاء الله. يقول الله تعالى : (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا) النساء ، آية 35. هذا هو الأسلوب القرآني في إصلاح ذات البين في المعاشرة الزوجية فلا تمل عن هذا الأسلوب قيد أنملة ، ولا تعزم الطلاق متسرعا ، تجد النجاح بإذن الله تعالى.
وقال تعالى ( ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير ) البقرة اية 237
أيها الأخ الفاضل تكون لزوجتك أخاً قريباً وزوجاً حبيباً وأباً مجيباً في وقت واحد ، أو بعبارة أدق: في كل ميسرة تكون لها زوجاً كريماً وإذا كانت في عسرة تكون لها أخاً حليماً، أما في الشدة والرخاء فتكون لها أباً رحيماً .
ولا شك أن الزواج من الأسباب الفعالة لنصرة الدين ، فبادر إليه ورعه لدينك 
فلا ترضى هذه المرأة  بالله رباً معبودا ولا بالإسلام ديناً منتهجاً ولا بالكتاب دستوراً مطبقا ولا بمحمد نبيا ورسولاً مطاعا .
مبتغى الرزق:
وهذه المرأة تخضع لأفكار هدامة لا أصل لها في الوحي الإلهي طمعاً للجاه والمال قال تعالى  (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا )) سورة الكهف أية 46 .  وقال تعالى (( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين )) سورة هود أية 6 . وقال تعالى (( إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون )) سورة العنكبوت أية 17 .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم إستبطاء الرزق حتى يطلبه في معصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته . أو كما قال صلى الله عليه وسلم . فكلي من رزق ربك واشكري له على نعمه يزدك. أرض ذلول ورب غفور.! فهل من متأمل ؟ وأين تذهبين؟؟
خيبة الأمل :
 تتطلع إلى السعادة والترقية أو المناصب والعلاوة في الرواتب وأخيراً تجد سوء الختام فلا جاه ولا مال ولا سعادة ولا مناصب ولا ترقية ، بل الإنحلال والخيبة والفشل .
وإنها مرأة لا تسمع لرجل أيا كانت مكانته عندها من زوج أو أخ أو أب ، لا تنتظر منه نهياً ولا تطيع له أمراً ولا تتقيد بنصيحته ولا تراه قابلاً للإستشارة .
همها السلطة ومرجعها النابليون ونظريته وقد جفت ينابعها وهي لا تدري أن هذه النظريات النابليونية كانت كبناء بني على موج الماء لا يوجد له قرار ولا يلمس له ثبوت. فالرجل عندها موضع الاحتقار لا تقدر له موقفاً ولا تحترم له رئياً ، ولقد أعجبت برأيها الوضيع فزلت وأخطأت الطريق ( ومن أخطأ الطريقة ضل فلا ينال المقصود قل أو جل ) لذلك ربما تجد الرجل تارة  يرى الحق حقاً ولكن يفضل الصمت على أن يبوح بنصيحة أو توجيه لهذه المرأة ويتردد كثيرا ، وليس ذلك هو الرأي الأمثل ولا الحل الأفضل لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، والرجل راع وهو مسئول عن رعيته . قال الإمام الشافعي :
ومن هاب الرجال تهيبوه                   ومن حقر الرجال فلن يهابا
ومن قضت الرجال له حقوقاً               ومن يعصي الرجال فما أصابا

المساواة عرقلة
والأدهى من ذلك كله والأمر أنها تصرخ وتصيح وتدعو إلى المساواة الفاضحة ، المساواة التي تكشف عن جهلها المركب عن قوله تعالى (( وليس الذكر كالأنثى )) سورة آل عمران أية 36 . وقال تعالى (( فللذ كر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم )) سورة النساء أية 176 . وقال تعالى في نصاب الشهادة في الأموال ونحوها رجال أو رجل وامرأتان ، فيقول جل من قائل         (( واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكون رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل أحداهما فتذ كر أحداهما الأخرى )) سورة البقرة أية 282 .
كيف تدعي إلى المساواة بعد كل هذه الآيات الكريمة وهذا الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت أمرأة منهن (جزلة) وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال :
تكثرن اللعن وتكفرن العشير. وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن ، قالت يا رسول الله وما نقصان العقل ودين قال أما نقصان العقل فشهادة إمرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلى وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين رواه مسلم في باب الإيمان .
اتخذ أعداء الإسلامي من هذا الحديث دليلا على أن الإسلام ينتقص المرأة ويزدريها ويصفها بأنها مختلة في عقلها وفي دينها . وقالوا الإسلام دين ظلم وليس دين عدل وهذا الكلام مردود عليهم لأن الحديث قيد وحدد النقص في أمرين في شهادة لأن المرأة كثيرة النسيان كما في الآية الكريمة ونقص الدين في أيام الحيض لأن ترك الصلاة نقص في الإسلام وهذا النقص لا ينتقص من قيمة المرأة ، بدليل أن تاريخ الإسلام كما هو حافل برجال عظماء تركوا بصماتهم على سجل التاريخ فهو أيضأ مليئ بنساء تركن بصماتهن على صفحات التاريخ في جميع المجالات مثل عائيشة وسكين بنت على وخديجة زوج الرسول وخنساء رضي الله عنهن أجمعين .  وهو نقص غير محاسبة عليه لأنه خارج عن إرادتها. والحديث  دليل على أن الإسلام يبين ذكاء المرأة حيث قال أذهب لذي لب منكن ، وكما سبق ذكره آنفا أن في الإسلام رجالا كثيرين لهم جهود بارزة حتى صاروا معالم ، كذلك فيه نساء كثيرات لهن مواقف شامخة ونشاطات جبارة من البر والخير مثل : مريم غـي في العمل والورع والزهد والجود ومواظبة مكان عبادتها حتى الموت ، وزينب فال في العلم والتقوى ، وفامه تيون مـوده : كانت عاملة نشيطة منجزة كريمة سخية ومربية فهؤلاء النسوة قد تركن آثاراً حسنة وجليلة تروى لجيل بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فرحمة الله عليهن وعليهم أجمعين. فاخسئوا يا أعداء الإسلام فإن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.  
ولم تزل هذه المرآة تدعوا إلى المساواة التي تتلمس بها ضعفها العريض وعجزها الأصيل عن القوامة التي من خصوصيات الرجال ومؤهلاتهم ,علماً بأن المرأة كانت وما زالت أمل الغرب لنشر الفساد من خلال هذه المرأة وتعتمد عليها أكثر من غيرها.
الرسالة التي تحب الغرب أن تؤديها المرأة المسلمة في المجتمعات الإسلامية ( بسم التمدن أو الحضارة )
ومما لا شك فيه أن الغرب يريد من خلال هذه المرأة المخدوعة بشكل مباشر أو غير مباشر تغيير الأوضاع الأمنية والاستقرارية والاقتصادية في كل مجتمع إسلامي ,والتاريخ خير شاهد. فيقول لها: نعم , الوساطة الجيدة أنت , أنت مندوبة قادرة وجريئة لهذه المهمة : خربي بيوت المسلمين وهدمي منارات أخلاقهم ثم أفسدي محاسنهم بالتبرج والسفور حتى لا يبقى للإسلام معلم على وجه الأرض. وهذه المخططات قديمة جداً قدم التاريخ. انتبهوا جيداً.
أختي العزيزة خذي موعظة من هذين الحديثين أولهما : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أراهما ، فذكر في الحديث : ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا رواه أحمد ومسلم في الصحيح . ثانيهما : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيما امرأة إستعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية رواه النسائي وصححه الألباني . نفهم من هذين الحديثين المنع الأكيد عن التبرج والسفور والخروج متعطرة.
أختاه أمر الحجاب أمر عظيم تكونين به مصونة قال تعالى (( ذالك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )) سورة الأحزاب أية 59 .
أختاه آلله أمرك بالحجاب ؟ نعم نعم فإذا كوني ثابتة اليقين لن يضيعك الله أبداً.
الغرور 
كم من مرة انتهكت حرمات الله وهي لا تدري وكم من مرة تعدت على حقوق الغير ولا تشعر وكم من مرة هتكت عرضها ولا تبالي, وكم من مرة تلبس لبسة الرجال وتتشبه بهم لتغير خلق الله, فتساعد بذلك إبليس الملعون الذي قال الله في حقه       (( وإن يدعون إلا شيطاناً مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا  )) سورة النساء أية 117 إلى 120 .
أما تدرين يا أمة الله أنك بهذه اللبسة الرجالية والتشبه بهم تقتحم سلك الملعونين ، وهذه ظاهرة منتشرة ومنكرة لما فيها من تحطيم القيم والتنافي عن الأخلاقيات الإسلامية وهذه الظاهرة فاحشة وساءت مصيرا لما تترتب عليها من سلبيات أقلها خطراً الأضرار الصحية والإجتماعية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل . كما لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال حديث صحيح .
فلا يتمنى رجل فضلا أن يحب في توافر صفة من هذه الصفات المذكورة في زوجته لأن هذه الصفات مذمومة أصلا ولا تحمد عقباها ، لأن المرأة شريكة الرجل في نجاح حياته وراحته وسعادته ، وإذا كانت المرأة كذلك تنفر الرجل من اشتياقه لها ، لذلك يقول الله تعالى : (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن). سورة البقرة ، آية 187.
فلا خير في كثير من مثل هذه المرأة لأنها تبشر بسوء ولا تخدم دينها بخير إنها تشوه سمعة الإسلام وتزيف مكانته في المجتمعات ، فهي خطر عظيم في الأمة يجب الحذر منها ويجب تعليمها الهدى ودعوتها إلى صراط مستقيم ، لكن بالتي هي أحسن فلا تجبرها بنوع فيه سب أو شتم ولكن بالرفق واللين فعن النبي صلى الله عليه وسلم : إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع منه إلا شأنه ، لذلك لما أرسل الله سبحانه نبيه موسى وأخاه هارون إلى فرعون الطاغية أمرهما أن يعاملاه باللين ، فقال تعالى( إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى) سورة طه آية 44 فتجنب العنف أيها الرجل الظريف والقسوة إذ المرأة هشة وطبعت على ضعف وقلة وخفة وهي مسكينة بطبيعتها فكن خلوقاً كريماً معها لين الجانب، ما يكرم المرأة إلا الكريم وما يهينها إلا اللئيم . وعنه صلى الله عليه وسلم : خياركم خياركم لأهله وأنا خياركم لأهلي . حديث صحيح .
النظام القويم
تتعب كثيراً من أجل نشر هذا الفهم الخاطئ ، ألا وهو : النظام الغربي هو النظام الأمثل لمستقبل الإنسان يجب تطبيقه على المجتمعات دون استثناء ، والأخذ به واجب ضروري ، وهي تقف موقف مؤيدة ومتحمسة جدا لنصرة هذا النظام الفاسد. وهذا النظام وغيره كالنظام الشيوعي أو الرأسمالي أو الإشتراكي أو النظام الإستبدادي الفرعوني ونحوه إنما هي تغيير الوجوه ,فهو في الواقع مسميات مختلفة وأساليب متنوعة لهدف واحد وقصد مشترك وهو: إحتلال الأراضي لاستعباد الناس واستغلال الثروات لمصالحهم ، فمثل هذه النظم قد جربناها منذ آلاف السنين فما وجدنا فيها غير التعب والعناء ، لا يسمن ولا يغني من جوع ، فهي فاشلة من أول الوهلة وتأكد عجزها في أخر المطاف عن إصلاح شؤونها فكيف تصلح غيرها لأن فاقد شيءٍ لا يعطيه .فلم يبق إلا الرجوع إلى النظام الفطري إلا وهو الإسلام .
وهذه المرأة لو علمت أن الحق أحق أن يتبع لقالت )) ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون )) سورة المائدة أية 50 .
ولو أمعنت النظر بوعي فطري ونضج إسلامي لقالت (( للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله مثل الأعلى وهو العزيز الحكيم )) النحل أية 60 .
وأما تعلم هذه المرأة أن الله يقول في محكم تنزيله (( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله )) سورة آل عمران أية 73 .
وهؤلاء الغرب يقول الله في حقهم (( أولائك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم )) سورة المائدة أية 41 .مهما طال فالغرب ساقطون إلى الحضيض لا محالة .
 
اتقوا الفتنة
فيأيها الرجال إن مثل هذه المرأة هي الفتنة بعينها ، الفتنة التي يشير عليها النبي بقوله عليه الصلاة والسلام في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما : ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء رواه البخاري .
وقال في حديث أخر : إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها وينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء حديث صحيح .
كيف تكون قوامة الرجال على النساء :
فهذه المرأة في حاجة ماسة وملحة إلى تقوية قدراتها : علمية وعقدية وخلقية وأدبية وثقافية وشرعية وعرفية وتربوية إلى مستوى أعلى مما يساعدها في فهم دينها فهماً صحيحاً ، فأنقذوها قبل أن يبلغ السيل الذبا فلم يفت الأوان ، فرصة سعيدة لها أن تدرك نفسها . ولا تيأس من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. فلا تتنازلوا عن مسئولياتكم تجاهها، شاءت حكمته البالغة أن تكون القوامة بأيدي الرجال دون النساء، فأنتم مؤتمنون قال تعالى (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )) سورة النساء أية 34 .
وكل هذه نتيجة مآمرات الغرب التي تقوم سياسته على حرب الإسلام والمسلمين منذ أن ولد ونشأ ترعرع على بغض الإسلام وأهله وتربى للقضاء عليهم وأنى له ذلك , ذالكم وأنّ الله موهن كيد الكافرين. فهيهات هيهات لما يتربصون بالإسلام و المسلمين , والله من ورائهم محيط , بل هو متم نوره ولو كره الكافرون , قال تعالى((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) سورة الأنفال آية (30) .
مسئولية الرجال :
أيها الرجال أدركوا هذه المرأة المسكينة ولا تتركوها وحيدةً تتكالب عليها ذئاب الغرب , فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية , حديث صحيح . والغرب تريد أن تكون المرأة المسلمة منعزلة عن الإسلام كي تتاح لها الفرصة لإضلالها وإفسادها على الأقل . لأن المرأة كلما ابتعدت عن الإسلام والمسلمين كانت كورقة بين تيارات الهواء، والمرأة قوية بعقيدتها عزيزة بأخواتها لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً حديث صحيح .
وعنه صلى الله عليه وسلم :ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم . متفق عليه .
علموا هذه المرأة تعاليم الإسلام وأدبوها على مبادئي الدين الحنفية السمحة , فالمرؤ  بغير دين  كريشة في مجرى الريح العاصفة تقلبها حيث ما توجهت وإن كان في عزلة عن التوجيهات الشرعية فذلك سبب الفتنة والفساد .
ومن المؤسف جداً أن الحياة مع هذه المرأة نقمة ومرارة ومرافقتها حسرة وندامة ومعاشرتها من قلة نصيب وسوء حظ , وقد تتقطع الأمعاء بحضرتها .فحافظوا على إسلامها والاعتناء بفطرتها عناية جيدة ولا تغفلوا عنها يوماً تصر بأيدي دعاة التحرير ,وهم فعلاً المقيدون بالاهواء قال تعالى (( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله  إن الله لا يهدي القوم الظالمين)) سورة القصص آية (50) .
فان لم تقوموا بواجباتكم نحوها تزدد تعمقاً للإنحراف وتمض قدماً للذل والجفاف .
ويكفيك أختي الغالية دليلاً قاطعاً على أن الغرب لا يعرف قدرك أن يتخذك كسلعة تباع وتشترى في الأسواق , ولا ترين في الإعلانات التجارية إلا وتجد فيها صورة مرأة تعرض بأسوإ حال وأقبح شكل بإظهار عوراتها ومفاتنها قصداً لإهانتها  والغرب تنظر للمرأة أنها دمية أو بعبارة أصح أنها ألعوبة بين أصابعها تقلبها كيف تشاء وتتخذها ذريعة تمرر بين حين وآخر لنشر الفساد وإيثار الفتن في البلاد الإسلامية وتجريد هذه البلاد من القيم والأخلاقيات الإسلامية ، ولن تنتهي الغرب من موقفها الجبار المصارع ضد الخير والحسن إلا ما دمت عليها قائمة بالرد المماثل كالإعصار من الكيد والمكر مثلاً بمثل فهم يمكرون السيئ بين غمضة عين وانتباهتها تجاه الإسلام وأهله يقول الله تعالى ((ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلا)) سورة فاطر آية (43) فلا تحقرن نفسك ما دمت تنضمين إلى صفوف المسلمين فالنصر للإسلام وأهله ومكائدهم نسبة ضئيلة جداَ قال تعالى ((الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا )) سورة النساء آية (76) .
 ذلك لأن الغرب لا تعرف لغة السلام والإصلاح ولا يفيدها الحوار بل تعرف لغة القوة والدفاع ، لذلك يقول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين) سورة التوبة ، أية 123. وقال تعالى : (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار) سورة الفتح ، آية 29.

دقائق تهم المرأة :
ولا تحسبن الغرب يوماً يتمنى لك أقل قليل من الخير فضلاً أن يبذل لك جهداً للنجاح قال تعالى (( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يزل عليكم من خير من ربكم )) سورة البقرة أية 105 . بل يمتص خيراتك من الوقت والصحة والعلم فإذا تأكد لديك من ضعف بعد قوة وفقر بعد غنى ومرض بعد صحة وشيبة بعد شباب أتهمك بأنك متخلفة غير مؤهلة للقيام بمهماته فيرميك في مزبلة منسية أو في معزل مهجور , جزاءً وفاقا فإنه لا يحسن العهد .قال تعالى(( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أصروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون )) سورة المائدة آية (52- 56) .
المرأة قبل الإسلام
أختي الحبيبة لا تقومي يوماً ما موقف المحاربة ضد الإسلام أو المعاندة , لو رجعت إلى حين من الدهر وسألت التاريخ بالأمس القريب كيف كنت بين الشعوب ؟ لأخبرك أنك كنت مغلوبة في أمرك مجبورة المعاشرة مسلوبة الإرادة مهضومة الحقوق مقهورة الواجبات حقيرة , وقول الله أبلغ قال تعالى(( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون)) سورة النحل آية (59).

المرأة في الإسلام :
 فجاء الأسلام وأعطاك حقوقك بالكامل وأعظم شئونك وأنزلك منزلتك ورفع قدرك وأحسن إليك كل الإحسان وسوى بينك وبين الرجل على حد سواء فقال تعالى (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى فهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) سورة النحل أية 97 . وقال سبحانه (( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما )) أية 32 .
فلا يكون أبدا جزائك مقابل هذا الفعل الجميل لك إساءة أو رداً غير جميل قال تعالى (( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )) سورة الرحمن أية 60 .
إنه يتودد إليك بالنعم والإحسان فلا تتبغضي إليه بالإساءة والمعاصي وموالاة أعدائه الكفار . ( لا تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك )
حصن المرأة :
أيتها المرأة المسلمة يا أمة الله عودي إلى رشدك بيتك حصنك الحصين من مكائد الشياطين قال تعالى((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) سورة الأحزاب آية (33).
فضل الله على المرأة :
لقد من الله عليك إذ جعلك مسلمة فأسأله سبحانه أن يجعلك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .إسمعي إليه وهو يقول سبحانه وإنت من ضمن المخاطبين ((ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما )) سورة النساء آية (113) .
الله الله أختي الحبيبة فلا تكوني سبباً لسب الإسلام أو ذم أهله أو شتم الدين بل كوني سبباً لمدحه والثناء عليه وذكره بالحسن , وتعلمي مقاصد ا لشريعة ففيها خير كثير، واعلمي أن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء عصرك، فاقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين.
رؤية المستقبل :
إن كنت تحبين النجاح البارز وتبحثين عن السعادة الحقيقية والتوازن المطلق فالإسلام مصدرها والإيمان مقرها والتقوى مأمنها . عسى أن تكوني زوجة يتمناها كل رجل وتغبطها كل امرأة .
شرف المرأة :
أيتها الأخت العزيزة إن دورك عظيم والأمل فيك كبير أرجعي إلى بيتك , بيتك عزك وأطيعي زوجك عضي عليه بالنواجذ ولا تبغين منه بدلا فالمرأة شرفها الزواج وعماده الزوج , والمرأة زائد زوجاً يساوي كل شيء , أما المرأة بلا زوج لا تساوي شيئاً . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه بن ماجه.وروي عنه صلى الله عليه وسلم المرأة مسكينة إذا لم تتزوج ولو كانت غنية أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، ونقل عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم : لو أخشى أن ألقى الله بشيء لخشيت أن ألقاه عزوبا ، فعلى المرأة المسلمة أن تكتفي بزوجها وتقنع نفسها بماله فذلك أجدر أن لا تواجه الضياع وأسهل أن تضمن لنفسها السكينة في المعاشرة الزوجية وتأمن فيها البركة بإذن الله تعالى .
وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أنظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، قهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله. رواه مسلم.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ارض بما قسم الله لك تكون أغنى الناس" حديث صحيح .إن نقس ابن آدم لا تستقر ولا تسعد في الحياة إلا بالقناعة والرضا لذلك يقول علماء النقس: إن كثيرا من الهموم والضغوط النقسية سببه عدم الرضا . وعن عبيد الله بن محصن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحزافيرها " أخرجه البخاري والترمذي وحسنه الألباني.
واعلمي أن قليلا تؤدين شكره ويغني خير من كثير لا تؤدين شكره وتطغي، قال تعالى: ((كلا إن الانسان ليطغى أن رءاه استغنى إن إلى ربك الرجعى )) العلق آية 6- 8.
وقال تعالى: ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير) الشورى آية 27.
وقال تعالى: (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) الزخرف آية 32. 
فلله در القائل :
النفس تجزع أن تكون فقيـرة                والفقر خير من غنى يطغيهـا
وغنى النفس هو الكفاف فإن أبت                 فجميع ما في الأرض لا يكفيها
وقال آخر :
هي القناعة فأحفظها تكن ملكاًَ                  لو لم تكن لك إلا راحة الـبدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها                   هل راح منها بغير القطن والكفن
ونحن في زمان قل فيه الرجال وأقل منهم الأمثال , عن أنس رضي الله عنه قال:  لأحدثنكم حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويكثر الزنا ويشرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد . رواه البخاري .وفي رواية , يلدن به من قلة الرجال وكثرة النساء . رواه البخاري. وفعلا قد حصل إنه حقيقة ملموسة لا خيال متوقع ، وكان خبراً فأصبح عياناً فهو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .    وبالمناسبة : لا تتنازعي مع الزوج فله حقوق عليك من ضمن هذه الحقوق حق الحماية والرقابة والنظر والتربية شئت أم أبيت ، كذلك حق التوجيه والغيرة فعلى الرجل الصالح أن يغار على زوجته أشد غيرته على ماله من الشريك الخائن فالحب محل استقرار المرأة والغيرة محل أمنها وكان قدوتنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أغير الناس على الإطلاق ومع ذلك كان متحلياً وقت الغيرة بخلق الحكمة والرأفة والرحمة ، لذلك يقول الله تعالى في حقه ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ) سورة التوبة آية 128. فكوني أختي الحبيبة  بين يدي زوجك هينة لينة سمحة حبيبة قريبة وودودة, ذلولاً ووفية ، نعم وفية .. فعن الوفاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن حسن العهد من الإيمان ولله درء القائل :
إذا لم يكن في المرء ثلاثٌ       فبعه ولو بكف من رماد
وفاء للصديق وبذل مال         وكتمان السرائر في الفؤاد
وفي الحديث : ولا دين لمن لا عهد له
ويقول تعالى ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون ) . النحل آية 91 .
الوفاء خلق كريم ، فكل خلق فاضل قرين الوفاء .
وقال تعالى ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) البقرة آية 177 .
وهذه من الدوافع المؤيدة للنجاح والتفاهم، قال الله تعالى : ﴿ ولهن مثل الذي علين بالمعروف وللرجال عليهن درجة ﴾ سورة البقرة ، آية 228. فهو الأصل وأنت فرع منه. وفي الحديث الصحيح إن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج. ويقول في معنى هذا الحديث عالم : إن المرأة لم تخلق من رأس الرجل لئلا تتعالى عليه ولم تخلق من رجله لئلا يحتقرها وإنما خلقت من ضلعه لتكون تحت جناحث فيحميها وقريبة من قلبه فيحبها. ويقول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير أول سورة النساء : خلق الرجل من الأرض فجعلت نهمته في الأرض وخلقت المرأة من الرجل فجعلت نهمتها في الرجل فاحبسوا نساءكم. 
 
 
 
 
تأكدي أختاه أن الغرب لا تستهل أن تكون قدوة ولا قيادة بل تحتاج إلى توعية إسلامية وهداية ربانية ، وهذا عالم د.عائض القرني يصف حضارة الغرب وحياتها الاجتماعية فيقول:
في بلد أفكاره منكوسة              تثقله بصائر مطموسة
يقدسون الكلب والخنزيرا             ويبصرون غيرهم حقيرا
ماعرفوا الله بطرف ساعة           وما أعدوا لقيام الساعة
وقال باي محمد صامب:
ولايرون للجيران حقه        وإن تعجب فكل واحد عاقه .

اختارك الله تعالى من بين خلقه قاطبة :
أختي الغالية أنت محظوظة للاختيار الخاص بك ومأجورة إن شاء الله تعالى إذا قمت بالواجب نحو هذه المهمة , فأنت المسئولة عن الجنين الذي في بطنك فإذا تخليت عن الحمل فمن تحمل وتلد ؟ فأنت المسئولة عن الرضاعة فإذا تنازلت عنها فممن يأخذ الأطفال العطف والحنان ؟
فأنت المسئولة عن التربية وإذا لم تقومي بها فأية مدرسة تخرج العلماء الأمناء والأئمة والرؤساء والرجال والأبطال فأنت خليفة الله في الأرض , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ((يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)) آل عمران آية (74).
خذي حذرك :
وكل هذه وغيرها أمانة معلقة على عنقك فلا تضيعيها فضياعها خيانة , وقال تعالى ((إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )) النساء آية (58). وقال تعالى (وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذاباً مهيناً) سورة النساء آية 102.
وكونك عميلة للغرب تخونين دينك وتسيئين خواتيم عملك ، قال عليه الصلاة والسلام : لا إيمان لمن لا أمانة له . فالأصل في المؤمن أن يكون أميناً فلا يخون مقتدياً في ذلك ومتأسياً بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم القائل : يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة الكذب الحديث . وقال تعالى ( وأن الله لا يهدي كيد الخائنين )) سورة يوسف أية 52.
والخيانة صفة من صفات المنافق لذلك عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث من كن فيه كان منافقاً إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان الحديث في الصحيحين. أي المنافق وهو ذو الوجهين ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء قال تعالى (( وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شيطانهم قالوا إنا معكم )) سورة البقرة أية 14 .  
 
أنت محل التنفيذ :  
أختي الحبيبة فأنت على ثغر من الإسلام فاحذري أن يؤتى الإسلام من قبلك قال تعالى (( يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون )) سورة المائدة آية (105)  . أختي الحبيبة لا تكوني في غفلة مما تريده الغرب وتخططه عند احتلال الأراضي الإسلامية انتبهي جيداً إن أكبر همها الذي تسهر ليالي مديدة من أجل تحقيقه تجاه المسلمين :  قلة يقينهم ، وإن غاية رغباتها التي تؤلف كتباً عديدة لتنفيذها على المسلمين: ضعف إيمانهم وإن أقصى أمنياتها التي تسعى وراء إنجازها نقص دينهم ، وسياستهم الكبرى لدى الدول الإسلامية زعزعة الأمن والإستقرار وتفريق وحدة المسلمين وتشتيت شملهم . وقد إختاروك محل التنفيذ وهم يحسبون أنهم أحسنوا الإختيار، إنهم هم العدو فأتخذيهم عدواً وخذي الحذر منهم قاتلهم الله أنى يؤفكون . 
فلا يغرنك من الغرب عباراتهم الفصيحة ومقالاتهم البليغة إنها ((كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب )) سورة النور آية (39).
هذا هـو الحل :
أختاه رجاءاً أن تتمسكي بالكتاب والسنة وتلتزمي بسير صحابيات رضي الله عنهن ، قال تعالى (( فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون )) سورة الزخرف أية 43 – 44 . فعلى المرؤ المسلم أن يجبر نفسه ليحيا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وأن لا يموت إلا على دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا يغرنه زينة الحياة الدنيا والطيبات ,لأن المتمسك بدينه كالقابض على الجمر يوشك أن يتركه لمواجهته إغراءات إباحية جمة وجذابة كما جاء في الحديث (يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافرا ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل )رواه مسلم
 
 
مرجعك :
أختاه أنت الكريمة بإيمانك أنت العزيزة بعقيدتك أنت العفيفة ببيتك أنت المصونة بحجابك فلا تتخلين عنها أبداً ، التبرج والسفور مظهر ، أما البيت والحجاب فجوهر. قارني بين المظهر والجوهر فالفرق كبير، وأيهما أفضل ؟ لا شك أن  الأفضلية للجوهر ولا يختلف فيها ذوا لب أو آخران من أولي العلم .
صحبة الأخيار :
أختي الحبية عليك باختيار الجار الصالح والرفيق الصالح لأن المرأ على دين خليله.
وإذا أردت أن تعرف أخلاق المرأ فانظر إلى من يصاحبه فإنه له إمام وقدوة . ولله در القائل : عن المرإ لا تسأل وسل عن قرينه       فكل قرين بالمقارن يقتدي . وعنه صلى الله عليه وسلم قال لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك غير تقي . والناس على ثلاث طبقات كما في قوله تعالى (( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بأذن الله ذلك هو الفضل الكبير )) سورة الفاطر أية 32 . فانظري إلى أكرمهم خلقاً وأحسنهم معاملة وأصحهم عبادة ثم توكلي على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه .
أختاه لا تثريب عليك اليوم يغفر الله لك وهو أرحم الراحمين ، قال تعالى (( ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه ى مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولائك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلا الله متابا )) سورة الفرقان أية 68 – 71 .  ولا تقنطي من رحمة الله فإن الله لا يؤاخذك أنت مكرهة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي. أبشري بالرحمة والمغفرة قال تعالى ( قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) . سورة الزمر آية53
الحق المبين والمجهول :
فياترى خبريني بربك هل في الدنيا دين يماثل الإسلام في الحق ؟ قال تعالى ((وبالحق أنزلناه والحق نزل )) سورة الإسراء أية 105 .  وقال تعالى (( قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحى إلي رب إنه سميع قريب )) سورة سبأ أية 49-50 .
والحق ما شهد به الأعداء ، وهم بالرغم من حسدهم وكفرهم بآيات الله شهدوا للإسلام حقه وإنصافه ، فالخير كل الخير في الإسلام .
الملة المستقيمة :
أختاه يكفيك الإسلام ديناً قيماً ، الإسلام دستور شامل ونظام كامل ومنهج قابل ودين حافل ، قال تعالى (( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون )) سورة آل عمران أية 83 . لذلك قال الله تعالى     (( ورضيت لكم الإسلام ديناً )) سورة المائدة أية 3 . ويحذر الله عباده عن الضياع والخسران وسوء الختام فيقول جل من قائل (( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الأخيرة من الخاسرين )) آل عمران أية 85 .
شمولية رسالة الإسلام وغايتها:
والإسلام استسلام لله بالتوحيد وانقياد له بالطاعة قبل كل شيء وبعد كل شيء قال تعالى (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون  )) سورة الأنعام أية 162 – 164 .
لقد أنزل الله تبارك وتعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحياً مباركاً من عنده سبحانه يتلى إلى يوم القيامة, فجاء هذا الوحي السماوي شاملاً لكل مناحي الحياة وصالحاً في كل زمان ومكان. وفي هذا الوحي الإلـهي الأنباء الماضية والأخبار المستقبلة والأحكام الحاضرة قال تعالى (( ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون )) سورة الأنعام 38 .
وكذلك هذه المرأة متكبرة على الله سبحانه ولا تعطيه حقه الواجب عليها فتؤمن ببعض كتابه وتكفر ببعض قال تعالى (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون أولائك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينصرون)) سورة البقرة أية 85 – 86 . وهي في نفس الوقت تعتقد أن شمولية الإسلام منحصرة تماماً على الصلوات المفروضة وصيام شهر رمضان فحسب , والحقيقة خلاف ذلك , فالاسلام دستور كل الحياة قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافةً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فأعلموا أن الله عزيز حكيم)) سورة البقرة أية (208-209).

أعظم إنسان مسئولية :
وهذا النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين ، فهو المكلف الأول بالبلاغ والبيان ، قال تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) المائدة ، آية 67. وقال تعالى : (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) النحل ، آية 44.
لذلك ما ترك من شيء يقرب العباد إلى رضوان الله والجنة ويباعدهم عن سخطه سبحانه والنار إلا وقد أخبرهم بذالك فجزاه الله أحسن ما جزا نبياً عن أمته ، وهو المعلم الأكبر يأخذ بيد الإنسان ويقوده من المهد إلى اللحد ليعلمه ما ينفعه أو يضره في جميع الأزمنة والأمكنة وفي شتى مناسبات الحياة صغيراً كان أو كبيرا جليا أو خفيا. كلما يحتاج إليه العباد من أحكام الدارين من أصول الدين وفروعه ومصالح الدنيا فهو مبين أتم تبين ومفصل أحسن تفصيل قال تعالى (( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهوداً ورحمة وبشرى للمسلمين )) سورة النحل أية 89 . فمن يتبع غير نهجه عليه الصلاة والسلام يضل ويشق ، ومن يقتد به يسعد ويلق ربه سبحانه راضيا مرضيا، قال تعالى : (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)، النساء ، آية 115
فهذا هو الإسلام بحقيقته فالإسلام دين سماوي ودستور إلهي فيه حق ونور وعدل وسماح وإحسان  وما يعقله إلا العالمون . قال تعالى ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون ) سورة الاعراف آية 52 .

أسلوب الغرب في استخدام المرأة المسلمة :
فمن المسئول عن مثل هذه المرأة المغرورة بأباطيل الغرب ووعوده الكاذبة لضمان مستقبلها وأساطيره التي تنص على المرأة المسلمة الملتزمة والمتمسكة بدينها وتحكم عليها بالرجعية والمتخلفة ! وفي الحقيقة المسكينة والمهانة هي التي تقبل أن تكون عميلة للغرب ضد إسلامها سواء  تتلقى دعماً مادياً أو تعمل عمل تطوعياً لا لشيء إلا أنها مصابة بأزمة القيم والأخلاقيات والمعالم . ومهما حاول الغرب تحويل مبالغ طائلة بداية ونهاية سيفشلون لا محالة مصداقاً لقوله تعالى (( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون )) سورة الأنفال أية 36 .
وهل تظنين أن ذلك الدعم الذي تتلقينه من الغرب يهدف مصلحتك ؟ كلا إنه كطعمة الصياد الموجهة للأسماك ، فليست لإطعامها أو لتسمينها بل لصيدها وأكلها في أخر المطاف ، لأن الغرب تنظر إليك كما ينظر الطير إلى اللحم فانتبهي جيدا
فيأيها الرجال من المسئول عن هذه المرأة ؟ عن إبن عمر رضي الله عنهما ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته رواه البخاري . وقال صلى الله عليه وسلم : كل مولود يولد على الفطرة فإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، حديث صحيح . وقال تعالى (( يأيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا )) سورة التحريم أية 6 .

أهمية اللغات:
أختاه , فالإسلام لا يمانع من معرفة اللغات الأجنبية بأسرها دون أي استثناء بل يعطي أهمية كبيرة لتعلم اللغات ويقدرها , لما فيها من تقوية القدرات العلمية والثقافية ,ولأنها آية من آيات الله الكونية للكيان البشري برمته ,قال تعالى((ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إنّ في ذلك لآيات للعالمين))سورة الروم آيه(22). ويشجع الإسلام أبناءه على تعلم اللغات بغض النظر عن التعصب العرقي أو الطائفي أو الديني . فلا يمنعنك شيء أن تتثقف بالثقافة الغربية لكن على ضوء الدين الإسلامي ومنظار الإيمان , فعلم الثقافات الأخرى والتبحر من علومها أفضل من جهلها ,لأن ذلك يمنحك تمكناً للبحث عن العلوم المجهولة ,وذلك لأن معرفة اللغات تتيح لك الفرصة بأن تفهم وتنطق بلهجة الحوار . فمعرفة لغة قوم عنصر أساسي للتقدم ولتطوير الإمكانيات العصرية والخبرات العلمية ,فمن عرف لغة فلان أمن من مكرهم .
فإلى هذا نفهم أن معرفة اللغات ثوب جديد للتطور حميد فمن لم يتطور يتدحور ويبقى في آخر القافلة . ومن ذلك الأساس يفهم المرؤ  المتكلم بلغات متعددة يفهم دينه من خلال الكتب المترجمة بلغات أخرى.
ومعرفة اللغات هي مفتاح العلم الذي من أقوى أسلحة في ميدان الصراع بين الحق والباطل والخير والشر. أما في مجال التوعية فتلعب اللغات دوراً يفوق كل الإحتمالات المتوقعة .واللغة هي الرابطة التي تربط بين الشعوب والأجناس على مستوى العالم , فتقرب كل بعيد وتيسر كل عسير حتى لا يجد الغريب صعوبة في سفره ولا يتوحش في بعده عن أهله بسبب معرفة لغة القوم فتعود إليه الحياة جديدة ,لذلك ليس لللغة جنس معين ولا تتقيد بحدود .فاللغة إعجاز فطري يدل على وجودية الله سبحانه ويصدق وحدانيته جل في علاه ويؤكد قدرته على كل شيء تبارك اسمه وتعالى جده, فيقول جل من قائل ((هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين )) سورة لقمان آية (11).
فعلى المسلم أن يقوم أولاً وقبل أي واحد إلى تعلم اللغات لنصرة العلم ونشره , العلم الذي هو آلة فعالة يعتمد عليها المسلم لفهم كتاب الله الحكيم قال تعالى((ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم )) سورة الأعراف آية (52). وعلى رأس هذه اللغات التي يجب تعلمها اللغة العربية لأنها لغة علمية دينية بليغة وحية ,ويكفيها شرفاً وتزكيةً أن القرآن الكريم بها أنزل قال تعالى ((ألر تلك آيات الكتاب المبين إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) سورة يوسف آية (1- 2). فالمسلم الذي يلهج بأكثر من لغة أنفع لغيره في مجال الدعوة والإرشاد ,وأصلح في الحياة الإجتماعية وأقوى من غيره في الجدال كما جاء في الحديث (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير).رواه مسلم . لهذا يرى الإسلام أن معرفة اللغات وتعلمها واجب ديني بالضرورة لأنها لا تقل عن أهمية الدراهم والدينار , الدرهم الذي يحتل مكانة قصوى لنهضة الشعوب والبلاد وبالأخص هذا القرن الواحد والعشرون والذي العالم يعيش اليوم ثورة مالية رهيبة تجاوزت كل الحدود وغطت كل القيود المال الذي يقطع المسافر أميالاً في سفره براً يجول في صحراء ذات فجاج يمشي في مناكب الأرض أو بحراً يغوص في أمواج البحار أو جواً بشكل رهيب ويعاني من مشقة السفر وغربته ووحشته ليلاً ونهاراً رحلة الشتاء والصيف من أجل المال ، المال الذي يقتل الإنسان أخاه من اجله ، المال الذي ينتحر المرء حرقاً أو شنقاً أو إضراباً عن الطعام حتى الموت من أجل فقده ، المال الذي يكذب الرجل ويخون ويغش وينافق ويسرق من أجل الحصول عليه ، المال الذي يعوق الولد والده ويقطع رحمه ولا يصله ويهجر أخاه فراراً من الإنفاق عليهم، المال الذي تقوم الحامل بعملية الإجهاض خشية فقر ، المال الذي يوالي المرء ويعادي من أجله، لذلك يقول الشاعر
إن قل مالي فلا خل يصاحبني               وفي الزيادة كــــل الناس خلانــي
كم من عدو لأجل المال صادقني            وكم صديق لفقد المال عادانــــــي
 
 
وقال آخر :
من كان يملك درهمين تعلمت                شفتاه أنـــــــــواع الكـــــلام فقالا
وتقدم الإخوان فاستمعوا له                   ورأيتــــــــــه بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي يزهو بها                   لوجدته في الناس أسوأ حــــــالا
إن الغني إذا تكلم كاذبـــــــاً                   قالوا صدقت وما نطقت محــالا
أما الفقير إذا تكلم صادقــــاَ                  قالوا كذبت وأبطلوا ما قـــــــالا
إن الدراهم في المواطن كلها                 يكسو الرجال مهابة وجمـــــــالا
المال الذي يحلف التاجر أو البائع بالله كاذباً فتعالى الله عن ذلك علواً كبيرا ، ومن أجل المال يقدم المرأ المال على الدين ، ويقدم المال على القيم والخلق ، ويقدم المال على الشرف والمروءة والحياء ، ويقدم المال على فضل العلم ، ويقدم المال على الرحم والنسب ، ويقدم المال على الحقوق والواجبات ، ومن أجل المال يقدم المرأ  المنكر على المعروف والباطل على الحق، ومن أجل المال يقصر المسئول في مسئولياته ، ومن أجل المال يفقد الولي الكلمة ، إلى أن وصلوا إلى مبدئ :(الغاية تبرر الوسيلة) أي: طرق كسب المال كلها حلال ومباح!  . فمن يدفع الثمن ؟ وهؤلاء هم عباد المال ، قال تعالى : (ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب). سورة آل عمران ، آية 14. لذلك يقول الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم : " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة، تعس عبد القطيفة، إن أعطي رضي وإن لم يعطى سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا  انتقش " . رواه البخاري عن أبي هريرة.
وكل هذه وغيره إن دل على شيء إنما يدل على أهمية المال وثورته الرهيبة في هذا القرن . ولا تقل أهمية اللغة عن أدنى شيء من أهمية المال ،  فنسأل الله التوفيق والسداد .
 
 
نداء الإسلام:
يا أمة الله عفا الله عما سلف من جراء ثقافات غريبة عن الإسلام حتى يتبين لك الصادق من الكاذب 0
إنه دينك الإسلام المميز صديقك الأول والأخير رآك في بعد عن الشريعة وفي منأى عن الخيرات والحسنات, فيترحم بك ، وهذه ظروف قاسية وحالة شديدة وما أعظمها إلا الكفر والعياذ بالله فما لك من حيلة إلا أن تعودي إلى الإسلام وتستمسكي بقواعده وتتخذيه صديقاً وغيره عدواً وتتعيني المفسد من المصلح ، فالشدائد معيار الصداقة ، قال شاعر :
جزى الله الشدائد كل خيــــر                عرفت بها عدوي من صديقي
واعلمي أن إعراض المرآة عن الشريعة المحكمة وثقتها بالغرب وتمسكها بنظامها الفاسد تعرضها للخطر وسوء الختام ، قال تعالى : (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) سورة طه ، آية 124.
 وقبل الختام نود أن نعطر هذه الرسالة بذكر بعض آيات الله التي يبين فيها حقائق الغرب من اليهود والنصارى لنأخذ منها دروسا وعبر ونقف موقف الحذر والحيطة منهم ، واعلموا أن الله يقضي بالحق لعلمه الشامل ، فهو سبحانه منتهى العلم ونسبة الحكم إليه أسلم . قال تعالى (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) سورة الملك أية 14 . وقال سبحانه (( هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم )) سورة النجم 32 . لذلك لا يسب الله أحداً وحاشا لله أن يشتم أو يذم بل يبين الحقائق وينبئ بأنه كان قبل خلق المكان وعلم ما كان وعلم ما يكون فقال سبحانه (( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل )) سورة المائدة 77 . وقال تعالى (( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) سورة القصص أية 50 .
وقال تعالى (( ولئن اتبعت أهواءهم  بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير )) سورة البقرة أية 120 . وقال تعالى (( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين )) سورة يونس أية 94 – 95 . وقال تعالى قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون)) سورة يونس أية 35 . وقال تعالى (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى )) سورة البقرة أية 120 . وقال تعالى (( يا أيها امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ). سورة المائدة آية 51
وقال تعالى (( يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور )) آل عمران أية 119 .
هذا نهي من الله تعالى (( للطفه ورحمته وكرمه وبره وإحسانه لعباده أن لا يركنوا ولا يوالوا هؤلاء فهم العدو )) يجب الحذر منهم .
وأكد ذلك بأخباره تعالى عن موقفهم تجاه المؤمنين فيقول جل من قائل (( كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة  يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولائك هم المعتدون فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون )) سورة التوبة أية 8- 11 .
زوجتي الغالية فهذه نصيحتي إليك أيتها الأخت المؤمنة حباً لك وشفقةً فيك واعلمي أن متاع الدنيا قليل وجمالها زائل ولن يبقى إلا العمل الصالح ، فتقبلي هذه النصيحة بتعقل في حالك الحاضر وتفكر في مصيرك المستقبل وتدبر في آيات الله الكونية والشرعية لترسيخ عقيدتك وتصحيح مفاهيمك وتحسين عبادتك لربك وتحقيق ولائك لدينك .

هديتي إليك زوجتي الغالية :
لقد حرصت كل الحرص أن تكون مفيدة والله ولي التوفيق ،(( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وهذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب )) سورة إبراهيم أية 52. زوجتي الغالية اسمعي وعي ، وارفعي الغطاء الأسـود عن بصرك لترين الضوء نورا ولا ترينه ظلاما!  
إليك هدية جديدة ، من نوعها فريدة . أنت للأمة سنبلة مفيدة ، ولا تكوني قنبلة وعيدة .
وسعادة المسلم الموفق             في ظل إسلامه المطبق .
وتذكري (( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد)) سورة آل عمران أية 30.   
اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، اللهم أهدنا واهد بنا ويسر لنا الهدي واجعلنا سبباً لمن اهتدى ودليلا على الهدي اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر الفوز بالجنة والنجاة من النار، ولا تجعلنا من الذين نسوا حظاً مما ذكروا به .
اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقا ك. واغفر اللهم آبائنا وأمهاتنا وارحمهم كما ربونا صغارا. وصلى اللهم وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وأله الأطهار وصحبه الأخيار ومن من الأبرار يا عزيز يا غفار يا رب العالمين وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.              
تاريخ الإبتداء 29/12/1432هـ الموافق 25/11/2011م
تاريخ الانتهاء 22/1/1433هـ  الموافق 17/12/2011م                             
البريد الإلكتروني : baye mouhamad@hotmail.com
 
 

المراجع                                                                                                                          
القرآن الكريم                              
الأحاديث النبوية
الفهرس                                                            الصفحة            
المقدمة                                                                        2             
أهداف الزواج                                                         2
الزوجة الصالحة غنيمة                                                        4
ثقافة غربية فساد المرأة                                                 5
المظهر خداع                                                         5
إن الأمره كله لله                                                       6
استقلالية المرأة شرها مستطير                                          7
مبتغى الرزق                                                          9             
خيبة الأمل                                                            10
10- المساواة عرقلة                                                   11
11- الرسالة التي تحب الغرب أن تؤديها المرأة                        12           
12- الغرور                                                          13
13- النظام القويم                                                     14
14- اتقوا الفتنة                                                       15
15- كيف تكون قوامة الرجال على النساء                             15
16- مسئولية الرجال                                                  16
17- دقائق تهم المرأة                                                 18
18- المرأة قبل الإسلام                                                18
19- المرأة في الإسلام                                                        19
20- حصن المرأة                                                     19
21- فضل الله على المرأة                                             19
22- رؤية المستقبل                                                   20
23- شرف المرأة                                                      20
24- اختارك الله تعالى من بين خلقه                                  24
25- خذي حذرك                                                     24    
26- أنت محل التنفيذ                                                25
27- هذا هو الحل                                                    25    
28- مرجعك                                                          26
29- صحبة الأخيار                                                  26
30- الحق المبين والمجهول                                          27
31- الملة المستقيمة                                                  27
32- شمولية رسالة الإسلام وغايتها                                    27           
33- أعظم إنسان مسئولية                                            29
34- أسلوب الغرب في استخدام المرأة المسلمة                         30
35- أهمية اللغات                                                    31
36- نداء الإسلام                                                     34
37- هديتي إليك زوجتي الغالية                                       36
38- المراجع                                                         37



Heures de Prières | Recitateur Sénégalais | Le Coran à Saint-Louis | Hadith du Jour | Tontou Bataakhal | Xame Sa Diiné