وصايا موجهة للناخبين والمرشحين

Mercredi 15 Février 2012

وصايا موجهة للناخبين والمرشحين
                      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمين , وبعد
إخواني الأعزاء أخواتي العزيزات أود أولا أن أوجه إليكم تشكراتي الحارة وتمنياتي لدوام الصحة والإيمان الصادق .
وعلى مشرفة من الانتخابات يطيب لي أن أشارككم بعض التأملات وذلك كمساهمة متواضعة مني فيما يهم بلدي. تنبني مساهمتى في اختيار المرشح على أساس برنامج المرشح ، وادعو رجال الدين إلى دخول حلبة المنافسة.
يفرقنا عشرون يوماً من الانتخابات الرئاسية ، وتتفقون معي  على أن عملية الاختيار له من الأهمية ما يجعله أن يستند على عقلانية وليس على عواطف شخصية وأحكام أخرى سطحية ، أو بعبارة أدق : على المرء أن يحكم على الأشياء بالعقل لا بالعاطفة وعلى سبيل المثال يجب على الناخبين أن يضعوا في عين الاعتبار حال الأفضلية بدلاً من الانتماء الحزبي لأن الإطار الجغرافي لاستعمال السلطة هو الوطن وليس الحي ناهيك عن المنزل ، وبالرجوع إلى التعاليم القرآنية  يقول الله تعالى في محكم تنزيله : { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيرا } النساء أية 58 .
وفي هذا الصدد يجب أن توضع بعين الاعتبار ما يلي :
  1.  عدم انحياز المرشحين إلى الأديان ، القبائل ، الطرق ،  باعتبار السنغال نواة غير قابلة للتجزئة  ، إذاً أي مرشح أعرب عن انتمائه إلى المشار إليها يجب نفيه من المسابقة ولا يستحق الولاية الكبرى. 
  2. أي مرشح مصدر الرشوة بتوزيع الأموال لناخبين لا يستحق أن يكون موضع ثقة السنغاليين .
  3. النساء المرشحات اللاتي يطلبن منصب رئاسة الجمهورية ( الولاية الكبرى ) لا يجب أن يحصلن على أصوات السنغاليين باعتبار قيمنا وقيم أجدادنا من السلف الصالح و اتباعاً للحديث النبوي الصحيح عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحائكم وأمركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها ، وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأمركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها رواه الترمذي ، والله يقول { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض } النساء أية 34. ويقول أيضاً { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما } سورة النساء أية 32 .
ويستنتج  من هذه التعاليم القرآنية بأن المرأة لا تملك الكفاءة في ذاتها ولا تؤذن لها بإدارة الجماعة .
أريد أن أوجه ما يأتي إلى جميع المرشحين:
إيماناً مني بأنكم  جميعاً تريدونا أن تجعلوا السنغال في سلك الدول السائرة نحو التنمية واضعين في ذلك خصائصنا الثقافية والدينية مع دعوة جميع القوى الحية المؤثرة في البلد ، أسمح نفسي بأن أرفع إليكم مساهمتي في بناء صرح الوطن .
شدت انتباهي النقاط التالية والتأملات حول هذه النقاط يحملني على أن أقترح لكم ما يلي : -
  1.  في هذا الظرف المتميز بالفقر النامي يتطلب منا حلولا عاجلة مستندة على الصيد والزراعة وتربية المواشي .
  2.  في مجال صيد الأسماك يبدو بأن الحل الناجع هو إعطاء الأولوية في استغلال البحر للصيادين السنغاليين الذين لهم الرغبة والخبرة والكفاءة اللازمة لاستغلال عقلاني بالثروة البحرية .
  3.  ويجب أن يكون كذلك فيما يخص الجانب الزراعي أرض ذلول ومياه متوفرة وطاقة شمشية جاهزة للاستهلاك! فماذا بعد هذه الفرصة الذهبية إلا نوع من التشجيع للمواطن الذي يرغب أن يسلك في ميدان الزراعة؟ إنها نعمة لا تعوض.                                                                                                                 
  4.  وفيما يخص تربية المواشي يجب تأمين المواشي ودعم وسائل المهتمين والناشطين في هذا المجال .
  5.  وفي مجال الصحة يجب أن تدعم الدولة بوفرة العناية الطبية لتسهيل الوصول إلى عناية صحية نوعية لجميع أطراف المجتمع .
وتكمل المشكلة في غياب إمكانية مادية لازمة لقبول المرضى الفقراء في المستشفيات الحكومية ما تسبب كثرة الوفيات بسبب ما يعانون من أمراض .
  1.  وفي مجال التربية يجب على الدولة أن تعيد تنظيمه وذلك بمشاركة فعالة ومباشرة في الإدارة ، وفي الإشراف على تنفيذ سياستها في التربية .
  2.  ومن جانب آخر ، وفي منظور وضع خصائصنا بعين الإعتبار ، فإن  من الأهمية بمكان أن يكون في علمنا الوطني إشارة تعرفنا ، مثل الولايات المتحدة (52 نجمة) والمملكة العربية السعودية ( السيف وشجرة النخل ) على سبيل المثال لا الحصر .
 أقترح في هذا  الصدد أن يبدل النجم الموجود في وسط عالمنا بشجرة ( غي ، باوباب) شجرة قوية حيث جذورها في أعماق تقاليدنا التي تعطيها قوة واستقلالية تمكنها من الانفتاح على العالم الخارجي .
  1.  وفي نفس المنظور أقترح أن يكون في المرشح الذي سينتخب أن يسمح المجال لمعلمي القرآن إلى الوصول إلى مراكز أخذ القرارات كمستشارين في  رئاسة الجمهورية ، مجلس النواب مجلس البلدية والأقاليم . علماً بأنهم قاموا فعلا بدور ريادي(لم يسبقهم في ذلك أحد ) في تاريخ بلدنا منذ أكثر من ثمانية قرون ، ويستحسن إقامة لجنة مكلفة بتنسيق البرامج المدرسية للمدارس القرآنية على غرار التعليمي العلماني .
  2.  ويطلب من الحكومة إنشاء وزارة المعتقدات والشئون الدينية ، انطلاقاً من أنه أكثر من ثمانية قرون تعايش العرب البربر والأفارقة الساكنين على ضفاف النهر والسنغاليين تعايشاً سلمياً .
  3. من جهة أخرى رجالنا الأفاضل مثل الحاج عمر فوتي طال ، والشيخ أحمد بامبه ، والحاج مالك سه ، وسرني موري فال ، وأحمد نياي ما بيي ، وسرين محسن جوب ، والحاج ما جور غمبه سيس ، والشيخ بشير صامب قدواتنا كانوا مثقفين بالثقافة العربية ، بالإضافة إن أغلبية السنغاليين مسلمون ، وعليه نقول بأن ما يربطنا بالعالم العربي أكثر مما يربطنا بالآخرين .
  4. ولكن مع الأسف يبدو أن منذ سنوات دبلوماسيتنا في العالم العربي ليس على ما يرام ، وأرى بأن سبب ذلك هو عدم اشتراك الكوادر المستعربين في هذه البعثات .
 ولذلك أرجو منكم أيها المرشحون أن تقوموا بإحصاء حملة الشهادات من المستعربين لتعيينهم في السفارات كسفراء ، مستشارين وغيرهم من  المناصب الدبلوماسية.
وأرى بأن ذلك مما يساعد على تنقية الغبار وجعل القطار على السكك مع الوطن العربي لأن ذلك يبين للعرب مدى اهتمامنا بقيمهم وعدم احتقار حضارتهم .
وأدعوكم من جديد  إلى وضع اهتمامات المستعربين في الاعتبار .
  1. ومن جهة أخرى تكون الجريمة التاريخية الكامنة في سوء التقدير معالجة فيضانات مدينة سين لويس في سنة 2005م وهي شق المنطقة الأرضية المتصلة ببعض ضفة النهر لشاطئ البحر حلاً مؤقتاً للنجاة من الفيضانات المعاناة منها في ذلك الزمن ، والتي أدت إلى أضرار بيئية خلفت خسائر مادية وطمس جزيرة ( دون بابه جيي ) وإجلاء أهالي هذه الجزيرة وسكانها للبحث عن مواقع أرضية قابلة للإيواء وصالحة للسكن .
ويجب تصحيح هذا الوضع المفزع والمبكي بتحويلها إلى ميناء دولي .
للختام ، أود أن أحث جميع معلمي المدارس القرآنية والمستعربين ورثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان المرشد إلى الدين وصاحب السلطة السياسية ( رئيس الجمهورية ، إمام في المسجد القاضي الأعلى ، قائد الجيش ورب الأسرة ) إلى التمتع بحقهم المدني والقيام بواجبهم الاعتباري في التقدم كمرشحين للرئاسة الجمهورية .
وتفضلوا أيها المرشحون بالتأمل على هذه الاقتراحات وفي انتظار ما يضمره القدر لنا ، تفضلوا بقبول مشاعري الأخوية .
باي محمد صامب
مدير معهد فارس الإسلام الشيخ بشير صامب
للتحفيظ القرآن الكريم والدراسات الإسلامية
مدينة الدار جمهورية السنغال
جوال : 00221775538506

البريد الاكتروني : bayemouhamad@hotmail.com 
  
      


Heures de Prières | Recitateur Sénégalais | Le Coran à Saint-Louis | Hadith du Jour | Tontou Bataakhal | Xame Sa Diiné